أنهارُ الشمالِ السوري تبتلعُ المزيدَ من المدنيين وحالاتُ الغرقِ ترتفعُ إلى 33 حالةً
رغد سرميني
تكرّرت مع بداية موسم الصيف حالات غرق لمدنيين بينهم أطفال، أثناء السباحة في المسطّحات المائية كالأنهار وبحيرات في الشمال السوري، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والإقبال على السباحة دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطّحات، فمعدلاتُ الوفيات غرقاً مرتفعة، ولا يكاد يمرُ يوم من دون إعلان غرق شخص أو اثنين.
في هذا السياق، لقي شاب حتفه غرقاً في ساقية مياه بالقرب من مدينة عفرين شمالي حلب، ليرتفع عددُ الضحايا المتوفين غرقاً شمال غربي سوريا إلى 33 شخصاً منذ بداية العام الحالي.
وقال “الدفاع المدني السوري” إنَّ فرق الغطس انتشلت فجر اليوم الجمعة 23 تموز، جثّة شاب توفي غرقاً أثناء السباحة في ساقية مياه بلدة “ستارو” بالقرب من مدينة عفرين شمالي حلب، بعد بحثٍ استمر لمدّة 8 ساعات.
ودعا “الفريق” عبرَ صفحته على الفيسبوك، بعدم السباحة في سواقي المياه في عفرين بسبب حوافها الزلقة، أو في بحيرة ميدانكي أو في نهر الفرات في جرابلس، أونهر العاصي، كونها خطرة جداً.
وأكّد على ضرورة عدم محاولة إنقاذ أيِّ غريقٍ مهما كانت صلة القرابة، وطلبِ المساعدة وتأمين وسائل الأمان في حال وجود شخص متمرس على الإنقاذ، إضافة لإخبار فرق الدفاع المدني السوري بأسرعِ ما يمكن.
وأعلن الفريق في 14 تموز الحالي، عن غرقِ ثلاثة أشخاص خلال 24 ساعة، بينهم طفلٌ غرقَ في ساقية مياه بحيرة ميدانكي بريف عفرين، واثنان منهم بمياه نهر العاصي بريف مدينة سلقين شمال إدلبَ.
من جهة أخرى، لقي الطفل “خليل فواز الخلف” حتفه غرقاً في نهر الجلاب بريف تلّ أبيض شمال الرقة، إضافةً إلى وفاة الشاب “جمال عدنان الخضر” غرقاً في نهر الفرات بمحيط مدينة الميادين شرقَ ديرالزور.
وذكرت مصادر محليّة في الرقة، وفاة الطفلين “أحمد محمد الإبراهيم” و”عيسى خليل السليم”، غرقًا في قناة للري تابعة لقرية الردة غربَ الرقة.
ويأتي أحد أسباب الغرق، جهل المدنيين بطبيعة المسطحات المائية وخطورتها، لاسيما نهر عفرين وبحيرة ميدانكي حيث التضاريس الوعرة ومنسوب المياه المرتفع نسبياً مع وجود صخور وأشجار في قاع النهر أو البحيرة، إضافة لأسباب ثانوية أخرى، كالسباحة بعد تناول الطعام، ومحاولات الغطس المتكرّر والبقاء في الماء لفترة طويلة ومن الممكن أنْ تعرّضَ الشخص لتشنّجات تحتاج إلى تعامل إسعافي.