الجوعُ يدفعُ عائلاتٍ سوريّةٍ للانتقالِ من مناطقٍ (نظامِ الأسدِ) إلى الشمالِ السوري المحرَّرِ
كشف تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” أنَّ العديد من العائلات السورية لجأت للانتقال من مناطق سيطرة (نظام الأسد) إلى المناطق المحرَّرة شمالَ غربي سوريا.
ونقل التقرير عن عائلات وصلت إلى الشمال السوري مؤخّراً أنَّ طرق التهريب محدّدة، ويشرف عليها أشخاص من أصحاب القرار والنفوذ الأمني في مؤسستي (نظام الأسد) الأمنيّة والعسكرية.
وحول أبرز أسباب الهجرة أشارت العائلات أنَّ الفقر والجوع الذي يهدّد الجميع والبحث عن فرصة جديدة للحياة، بعيداً عن الفقر والعوز والغلاء، هو حلمُ كلٌّ سوري يعيش الآن في مناطق (النظام)، حيث بات الاقتصاد في أسوأ حالاته، مع قلّةِ الوقود وغلاءِ الخبز، فضلاً عن غلاء الدواء والسلع الأساسية في الحياة، حتى بات التسوّلً ظاهرة يومية نراها في كلِّ شارع وزاوية وأمام كلِّ محلٍّ وسوق.
وذكر أحد الواصلين حديثاً من منطقة السقيلبية بريف حماة أنَّه اختار الهربَ وأسرته، من مناطق تحكمها الميليشيات الموالية لـ(نظام الأسد)، وتهيمن على الوضع المعيشي والاقتصادي والتجاري، ولجأ هو وأسرته وأسرة أخرى (مسيحية) إلى منطقة الشيخ حديد بريف عفرين.
وأضاف، “فالكلُّ باتَ يعاني من ضيق المعيشة ومتطلّبات الحياة التي تضاهي عشرة أضعاف دخلِ المواطن، والجميع أصبح تحت خطِّ الفقر”.
ويتابع، “لم يعدْ بإمكان (النظام) تأمينُ الوقود ومادة الخبز وكثيرٍ من السلع المهمّة في حياة الإنسان، فضلاً عن ارتفاع تكاليف التعليم في مدارس ومعاهد وجامعات (النظام)، التي حرمت آلاف الشبّان السوريين من إكمال تعليمهم، وهذه أمور دفعتني وأسرتي إلى مغادرة تلك المناطق واللجوء إلى مناطق درع الفرات، وتأمين مستقبل أبنائي وتعليمهم، بعد أنْ حصلت على منزل للإقامة ومهنة أكسب منها قوت أسرتي”.
ولفت المصدر إلى أنَّ ما يقارب 140 أسرةً وصلت خلال الأشهر الماضية إلى الباب وبزاعة شمالَ حلب، من خلال التنسيق مع أقارب لهم يعيشون في المنطقة منذ سنوات.
مشيراً أنَّ أغلبَ الأسر تمكّنت مؤخّراً من توفير فرصِ عمل في الأسواق وتأمين قوت يومها، بالإضافة إلى مساعدة هذه الأسر بسلال إغاثية طارئة من قِبل المنظمات والمجالس المحليّة.