المجلسُ الإسلاميُّ السوريُّ يطالبُ بوأدِ الفتنةِ بينَ السوريينَ والأتراكِ
تحرير: حسين أحمد
طالب المجلس الإسلامي السوري باحترام أواصر الأخوة بين السوريين والأتراك، داعياً إلى عدم استغلال السوريين كورقة تنافسيّة بين الأحزاب التركية.
وأضاف المجلس في بيانٍ له بعنوان “حتى لا تكون فتنةً” أنَّ تركيا كانت أفضل من آوى الشعب السوري المهجّر من بلاده، وأنَّ السوريين كانوا أوفياء لهذا البلد المعطاء وشعبه، مستدركاً “لكنْ هناك بعضُ الناس يشوّه بين الفينة والأخرى هذه العلاقة الصافية”.
وأوضح، “يجري أحياناً مواقف فرديّة من أحد الطرفين، وهي أقلُّ من أنْ تؤثّر في متانة العلاقة بين الشعبين السوري والتركي”، في إشارة إلى أحداث الأسبوع الماضي، حيث هاجم مواطنون أتراك ممتلكات السوريين المقيمين في عددٍ من أحياء أنقرة، بعد مقتلِ شاب تركي وجرحِ آخر، إثرَ شجارٍ حصل بين مجموعتين من الشبان السوريين والأتراك.
وذكر البيان، أنَّ السوريين هاجروا فراراً بدينهم وأنفسهم من الظلم، داعياً العلماء الأتراك والسوريين إلى “إرشاد الناس إلى آداب التعامل فيما بيننا، والأخذ على يد المسيء دون غيرِه، وتذكيرِ الجمهور بوجوب مراعاة أعراف الناس وعاداتهم، والتزام الضيوف بآداب الضيافة، والتزام صاحب الدار بإكرام ضيوفه، ومعاني الإسلام السامية في المحبّة والإيثار والعطاء”.
من جانبه اتّهم رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط من وصفَهم بـ “أعداء الشعبين الشقيقين” بالوقوف خلفَ الأحداث الأخيرة التي شهدتها أنقرة.
وأضاف المسلط في تسجيل مصور، نشره الائتلاف على معرّفاته الرسمية، الأربعاء 18 آب، أنَّه “في الوقت الذي يجب علينا فيه شكرُ الدول التي استقبلت السوريين الفارّين من بطش وإجرام (نظام الأسد) وعلى رأسها تركيا الشقيقة، فإننا نؤكد دوماً للجميع أنَّنا نبذل أقصى ما يمكن من أجل إسقاط هذا (النظام) المجرم”.
وأبدى المسلط أسفه لأحداث الشغب التي طالت أحياءً يقطنها سوريون في العاصمة أنقرة مؤخّراً، إثرَ وفاة الشاب أميرهان يالتشن جرّاء مشاجرة مع شاب سوري، مقدِّماً العزاءَ لعائلة الشاب أميرهان الذي قضى في ذلك الحادث.
مشدّداً على أنَّ العدالة ستتحقق من خلال القضاء والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
وقال المسلط، إنَّ هذه الأزمة جاءت بتأثير من خطاب الكراهية الذي يتبنّاه بعضُ الأطراف وبعضٌ الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّداً أنَّه أصبح لها دورٌ كبير في التأثير على الرأي العام والقدرة على التحريك السلبي والإيجابي للجمهور.
وكشف عن قيام الائتلاف بالتواصل مع الجهات الرسمية التركية من أجل تطويق هذه التداعيات وآثارها السلبية على الشعبين الشقيقين، ومن أجل التعويض عن الأضرار الناجمة عنها، كما أنَّه أجرى زيارات لبعض المتضرّرين.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي من المقرّر أنْ تُجرى في العام 2023، تشهد تركيا تصاعداً في الخطاب “التحريضي” على اللاجئين السوريين وغيرهم، والأرجح أنْ تتصاعدَ وتيرة هذا الخطاب، مع إصرار المعارضة التركية على استخدام هذا الملفّ، في حسابات انتخابية.