تهجير حلب.. عارف تماوي

في ذلك اليوم، خرجت صباحا كي أقوم بتصوير عملية التهجير، كان كل شيء متوترا، غير مشتقر، أردت أن أوثق بالصورة حال الناس وهي تنزح مرغمة، كيف تمشي، كيف تصعد الى باصات التهجير من مناطق حلب الشرقية الصالحين الفردوس المعادي.
كانت الساعة 7 تقريبا، وصلنا لمنطقة جب القبة، رأيت رجلا زلمة يحمل طفلا صغيرا، حين رأنا صار يصرخ بنا طالبا أن نقله إلى مشفى، استفسرت منه عما حصل، فقال وهو يصرخ: (نزلوا قذائف بالحارة هديك).
أخبرت الدفاع المدني كي يقدموا سريعا ويسعفوا الطفل مع والده، وأكملت سيري سريعا نحو الحارة التي أشار لها ذلك الرجل مع ابنه، وحين وصلت، رأيت جثثا مرمية على الأرض، وأناس تركض باتجاهات مختلفة، لتسعف من هم على الأرض يتأملون،
وأخرون فضلوا عدم البقاء في المكان خوفا من عودة القصف مرة أخرى.
للوهلة الأولى .. لم اعرف ماذا أفعل.
لكني وجدت نفسي وبيدي الكاميرا وقد بدأت أصور وأوثق هذه المجزره.
ومن بين الصور هذه الصورة لامرأة وهي تركض، وتهرب بين جثث الناس التي ماتت أثناء القصف.