حلب، تضرب في عمق التاريخ جذورها، وأصالة شعبها

التهجير القسري بالنسبة لاي أنسان هو اقتلاع الروح لبيقى الانسان بعدها جسد بدون روح

وكيف بتهجير قسري لقضية عادلة لقضية الكتب السماوي بالعدالة والكرامة والحرية لاي كائن بشري

كان تهجير مدينة حلب هو تهجير للانسان للعدالة للكرامة

حلب وبأحيائها الشرقية بقت طوال ٣ سنوات ونيفا تعيش خارج عن نظام ديكتاتوري مجرم بنت هذه المدينة نفسها بأبنائها منذ ام خرجت عم سيطرة عصابة الاسد بدت هذه المدينة بتنظيم امورها المدنية والتنظيمية من محالس بلديات وفرق نشطة تعمل لاضافء صفة الدولة وخدماتها وشعور المواطن بالامان وتادلبية خدماته الأساسية

بقت الاحياء من هلك وبستان باشا وبعدين حتى هنانو واراض الحمرا والمرجة للفردوس حتى صلاح الدين والمشهد والاذاعة تنعم بالكرامة والعدالة والخدمات حتر في اقسى ظروف من القصف العنيف لا تكاد الخدمات تتوقف في اي وقت كان ولا يمنع ابناء هذه المدينة من الخدمة لاي مواطن ضمن هذه المناطق وباقسى الظروف

الا ان قوى الظلام ابت الا ان تكون هذه المدينة حظيرة لال الاسد ومليشياته الطائفية لتبدأ عملية حصار هذه المدينة بأطباق الخصار عليها من طريق الكاستيلو المعبر الاخير والمانفس الوحيد لهذه المدينة في ظل مقاومة من ابناءها لمنع الحصار دامت سنوات وبالاخص بداية عام ٢٠١٦ الذي لم اهدأ جبهات حلب من القصف والهجوم عليها مرات ومرات واستبسال من اهلها فس الدفاع عنها

شاء الله وخوصرت هذه المدينة بتخاذل دولي وبدأت حملة شرست للتوغل باميائها

الا ان ابنلءها وثوارها بالداخل ابدو مقاومة منعت من التقدم لمئات المرات خلال اشعر قليلة حتى بدأت عملية فك الحصار من ثوار ومحاهدين من طرف حي الراموسة

الا انه لم يستمر بسبب القصف اللامتناهي ودفع روسيا بقوات وتعزيزات من مليشياتها بسوريا وايران والقصف بأسلخة محمرمة دوليا أطبق الحصار مرة ثانية وبالرغم من ذلك استمرت المقاومة ولم يسمح للنظام بالتقدم بالاخياء سوى بنقاط بسيكة حول المدينة

وبعد فشل عملية غك الخصار الثاني كان للمعنوبات دور كبير وخسرنا عدة مناكق وبدأت تتهاوى المناطق حتى جسر الفردوس كانت نقكة النهاية التي تفوضنا معها مع النظام للخفاظ ع ما تبقى من مدنيين وتجميع انفسنا لمرخلة أخرى تكون على وعي افضل

شريف دملخي :

كنت اعمل في مكتب اعلامي مع عدة شباب قاسينا أياما كنا نأكل فيها وجبة واحدة عند ابو احمد الذي كان رجلا طيبا متسامحا مع الناس التي لا تملك نقودا يبيع السجق والطوشكا كان رجلاً بالغ الطيبة ،وعند وقوعنا في ضائقة مادية اتفقنا معه على أخذ الطعام في الوقت الحالي وتسديد ثمنه فيما بعد وبالفعل لم يردنا خائبين، وجدت في فترة ما مخازن قديمة لبعض المنظمات فتحها الناس وبدؤوا يقتاتون عليها ،

تنقلنا كثيرا بسبب القصف انا ورفاقي بعد قصف منزلنا قمنا بفتح منزل في حي الاذاعة قرب مشفى النور والذي كان قريبا من خط الجبهة بقينا فيه سنة ثم انتقلنا الى منزل يقرب الجبهة أكثر الأبنية التي كنا نراها أماما انظارنا كانت مسكن ميليشيا اسد

كنت بالإذاعة وأخي استشهد بمنطقة سيف الدولة في حارة الأرمنازي ، استشهد في قصف الطيران لم يكن لي سواه، بت الشاب الوحيد لأهلي من بعده ،عند سماعي لوفاة اخي كدت افقد عقلي لهول المصاب لم يكن لي سواه واسرتي كانت بعيدة عني ، عند دفنه كنا ستة اشخاص ضربت علينا 3 غارات اخر غارة تبعد 50 مترا كنا نختبأ في القبر أثناء دفن اخي، وبعد 3ايام اثناء زيارتي له وجدت حوله 15 قبرا جديدا وكدت لا اعرف قبر أخي لولا أنني قد كتبت عليه، 

اذكر استشهاد احد معارفي وزوجته ذات اليوم كنا قد حملنا جثة زوجته التي كانت حتى نصف جثة ولم نجد جثة زوجها حتى اليوم التالي تاركين ورائهم 3 اطفال يتاما

عن ابنتاي لياس وليليان قصة قد لا تصدقني اذا ما رويتها يوم وفاة أخي قد كنت عاقداً قراني فنويتها في نفسي أنه إن اتممها معي وتزوجت وأنجبت توأما من الصبية فسيكونان على اسم اخي الشهيد ووالدي الذي استشهد في بداية الثورة، وفي السنة التي تلتها في اليوم ذاته وبعد ساعة من ذكرى التوقيت الذي دفنت اخي فيه رزقت بهما، اي انه استشهد في 19/11/2016وانا رزقت بهما في 19/11/2017

هذا وقد كان خروجي من حلب في 20/12/2020

كنت انوي ذات يوم على خطبة فتاة لكن لم يتم النصيب وفي احد الأيام وانا أغطي على احدى الجبهات اتصل بي احدهم ليخبرني بأنه قد روى لأحد الاشخاص عني بغية خطبة ابنته ويوم تواصلي مع اخ تلك الفتاة تلقيت شظية في ظهري كون عملي لم يقتصر فقط على تغطية المعارك اعلاميا انما كذلك نقل الجرحى بعد ذلك لم يكن لدي أقارب ليقوموا بالعادات من رؤية الفتاة وطلبها والى ما هنالك استعنت لخالتي التي اعانتني رغم خوفها وتم النصيب وها انا لدي هذان الشقيان،

 كنت بمفردي إذ لم أر والدتي إلا يوم زفافي حيث كانت النساء غير متواجدة خوفا عليهن بعد قصف منزلنا لكني واخي رحمه الله كوننا بالثورة لم نخرج من حلب، بعد استشهاد اخي ووفاة والدي في اول الثورة بسبب خطأ طبي لأحد الممرضين في مشفى الجامعة لم يتبقى لأمي ظهر تستند عليه إلاي كنت عكازها، بداية لم أجرؤ على اخبارها باستشهاد اخي فاستعنت لخالتي التي بدورها استعانت لخالي حتى قام بأخبارها ورغم ذلك تأثرت تأثرا شديدا

في الحصار الأول كنا قرابة 400الف شخصا محاصرا، من صباح الدين ، سيف الدولة الى هنانو مناطق كبرى كانت محاصرة ،

لم أتوقع يوما خروجنا في تلك الظروف القاسية الباردة والجو المثلج حصل أثناء خروجنا من حلب توفي طفل عمره اشهر من البرد كما كانت حالة ولادة لامرأة داخل الباص في تلك الظروف القاسية لولا عصبي وبعض الشباب لما اخذت حالتها على محمل الجد من قبل الهلال تلك المرأة لا انساها لا انسى زوجها ولا ملامح وجهه

التي فقد خلالها حتى الماء، بقينا اسبوعين دون استحمام

يوم صعودي الباص مودعا حلب شعرت روحي افترقت عن جسدي

عانيت كثيرا حتى استطعت القيام مجددا لم أعرف أين اذهب عملت عملا شاقا في سبيل حلم الحصول على بيت ورغم كوني لم اكن اتلقى المساعدات الانسانية عند كوني في مدينة حلب الا اني عندما خرجت اضطرت للاستناد عليها على الأقل من جهة مفروشات المنزل، وفي هذا اذكر موقفا عند استلامي لحصتي من احدى المنظمات كان الإعلامي من معارفي فوجئ كثيرا لكنه هون علي الأمر بابتسامة وتسليم الامر لله

.

استخدم نظام الاسد اسلوبا لجذب الشباب من المنطقة المحررة حيث لم يكن يشدد أمنيا عليهم في الفترة الاولى من عبورهم الى مناطق النظام حتى مرور شهرين من عبورهم يتم القاء القبض عليهم خصوصا اذا ما كانوا منتمين الى الجيش الحر

والدتي من 2013 لم ارها حتى 2017

عن استخدام الانترنت استخدمنا بداية دووي وهي باقات عندما انتهت كان الانترنت متواجدا في مكتب حلب الاعلامي  ، كنا نستعمل الكهرباء لشحن الكاميرات والابتوبات ثم نقوم يقطعها

وكالة سمارت وقتها قصفت البناي اعاقت اكمالي المداخلة كثرت الحوادث التي كنت تحمل فيها الكاميرة وفي لحظتها تبدأ وتيرة القصف لتتزايد فاستطعت توثيق عدد كثير من تلك اللحظات ونجوت منها بأعجوبة

عن التعليم في الفترة الاولى كان يعمل لكن بعد اشتداد وتيرة الحصار بدأ الناس ينشغلون بفوت يومهم

انا كشاب كنت اعرف ان التهجير حاصل اذ اني اثناء احدى لقائاتي مع السياسي اسامة رزق وسؤالي له عن مصير حلب سكت في المرة الاولى اعدت صيغة السؤال هل سيتم تهجيرنا وهل هو قرار دولي أجاب بأن ذلك موجود ويحاك لكن الجيش الحر كان رافضا لذلك، بعد القصف أخذت كلامه بجدية أكثر

من وقت تهجيري من حلب سكنت 14 منزلا، حافظا لهم

عانيت كثيرا

كان فراق حلب صعبنا لكنه لم يكن بأيدينا ، أريد العودة بعد سقوط الأسد لا أريد العودة الملطخة بالذل وأفضل عليها الغربة

ياسر كور

من مجلسكم متى كانت البداية.

ج ـ المحلس المحلي لمدينة حلب تأسس 3/3/2013م، عمله تقديم الخدمات للمدينة جهة عامة تقدم الخدمات للمواطنين من خلال اصلاح شبكة الماء والكهرباء وتنظيم العملية الاغاثية  ومراقبة عمل الافران إضافة الى النظافة والمساهمة بدعم

عملية التعليم التي تسلمتها لاحقا مديرية التربية إضافة لمراقبة الأبنية وتراخيص الأبنية والابنية المتهالكة والاشراف على دفن الموتى والعناية بالمدينة من رش مبيدات حشرية ونظافة والاعتناء بكافة المرافق العامة التي تخص المواطنين

الخدمات ؟

المولدات وصيانة الشبكة الأساسية وتغية المدينة والماء من خلال تنظيم خدمة الماء وصيانة الشبكات وتوزيع الكلور على الأهالي وتم العناية بالتهليم بشكل كامل بالبداية ثم تم تحويل الملف الى مديرية التربية وتقديم التسهيلات والدعم المناسب لها واغاثة تعليمية من كتب وقرطاسية ومقاعد وما الى ذلك وطاقة شمسية وتنظيم العمل الاغاثي بالمدينة من خلال برنامج الدبليو بي اف بي ونتظيم المدافن واعداد مقابر بشك ل كامل والعمل على نظامة المدينة وتجهيز مطامر رئيسية وتعبيد الطرقات وصيانة الأرصفة   والامن الغذائي من ناحية توزيع الخبز وإدارة ملف الامن الغذائي اثناء الحصار وتراخيص البناء ومتابعة الأبنية المتهالكة والوقاية من الوقوع المفاجئ

س ..

ج ـ المجلس المحلي كان يغطي الجزء المحرر من مدينة حلب سواء بالتوسعة الأخيرة من ناحية الراشدين والليرمون والاحياء الشرقية كاملة

س .. التصرف حين الحصار كان

كان من خلال وضع الخطط اللازمة لألية ضمان الصمود وتأمين المواد الغاثية والمحروقات لضمان تدفق المياه والكهرباء

ظروف عمالنا اثناء الحصار لجأ المجلس لتكيل خلية ازمة ضمن المدينة بالتعاون مع المنظمات و الجهات العسكرية وباقي الفعاليات ضمن المدينة وأنشأ الهيئة العليا للطحين والافران والهيئة العليا للزراعة والهيئة العليا للاغثة ومن خلال هذه الهيئات والمحلس تم التصدي لظروف الحصار فجرى تامين مادة الخبز بشكل ائم ومستمر وبسعر مناسب ومنع الاحكتار وحصر المواد الأولية التي تدخل ضمن عملية الإنتاج تحت سيطرة هذه الهيئة بقيادة المجلس وتنظيم توزيع السلل الاغاثية على المدينة لضمان وصول الحاجة لاغلب السكان بالاضافة الى الاستثمار بكافة المساحات الخضراء بالمدينة وتنشيط عملية الزراعية بالذات للمواد التي تسهم في عملية الصمود من زراعة البقوليات والخضراوات ضمن المدينة وتم تامين تغطية بحدود 25% من حاجة المدينة

بخصوص المجازر المجلس لمحلي كان داعم قوي للدفاع المدني فكان يوجه الياته لمساندة ومؤازرة الدفاع المدني في اثر كل مجرزة من خلال السيارات المجنزرة للتنقيب عن الضحايا وازالة الانقاض وفتح الطرقات والمساهمة بتأمين وقود للدفاع المدني بالاضافة اى شعبة دفن الموتى التي كانِت ترافق الدفاع المدني دفن حالات الوفاة التي كانت تحصل بعد كل مجزرة ِ

الايام الاخيرة مرت على المدين كانت مليئة بالتحدي والصمود بالاضافة انه نلمس الحزن والاسى بعيون كبار السن والاطفال من الخذلان الذي تعرضوا له نتيجة اهمال دول العالم لقضيتن وتركهم اسرى للمفترس الروسي والنظام المليشيات الداعمة له

بخضوض مجزرة باب النيرب المجلس كان حاضر بالمجزرة بشكل كبير هناك الفرن الخاص بالمجلس وعملية ادارة توزيع المادة الخبز كانت تدار من هناك وكنت انا المسؤل ععن هذا الامر تحاضرنا بالفرن انا لمدة اربع ساعات القذائف دمرت الفرن دمرت الشوارع وحرقت الاليات حينها كان هناك بعض المندوبين لاستلام مادة الخبز تعرضوا للقصف ومنهم من استششهد بالاضافة الى بعض العوائل التي كانت تمر من المنطقة قاصدة الخروج لمناطق النظام تعرضت للقصف هناك عوائل تركت افرادها تحت القصف وراحت باتجاه النظام ومنهم من فقد حياته ومن بعد ما هدا القصف لمدةاربع ساعات خرجنا طبعا كان الدفاع المدني بالمحيط عم ينتظر ان يدخل ان المنطقة بعد هدوء القصف كان قصف صاروخي مركز بالراجمات من خلال العمال الي كانو متحاصرين اثناء القصف استخدمو اكياس الطحين كسواتر للوقاية من الشظايا ورغم الحالة التي كانو فيها الا انهم قدرو يكابرو على جراحهم ويساعدو فريقالدفاع المدني بانتشال الجثث والجرحى والضحايا التي خلفتهم المجزرة وكان بمعدل كل دقيقة قذيفة

التهجير كان من بعد عدة مفاوضات ما بين الروس وفصائل الجيش الحر ادت بالنتيجة على الخروج من المدينة بالسلاح الخفيف وتم ابلاغ الاهالي بذلك الامر حاول المجلس بالقدرات المتبقية لديه من اليات أن ينظم عملية الخروج لكن كانت الفوضى كبيرة وضياع وتشتت من أغلب الجهات الموجودة فحصل خروج للاهالي غير منظم  عل عكس ارادة المجلس الذي كان يرغب بتأمين خروج أمن وسلس للناس كي لا يكونون أسر لضغط النظام الذي حاول دة مرات القصف حول الناس المحتشدة في منطقة حي السكري لكن للاسف تم الخروج بطريقة فوضوية وعشوائية للأسف

لم يتبقى من كوادر المجلس في المراحل الأخيرة الا العاملين في القطاع الغذائي .. وبالنسبة لمجزرة باب النيرب كنت شاهدا على أكثر من أربعين جثة موجودة متفحمة الاشلاء التوثيق كان على عاتق الدفاع المدني لان نحن كنا تحت ضط القصف ضمن منطقة القصف من المجلس لم يسقد ضحايا لكن اغلب الضحايا كانو من مندوبي الاحياء لذين كان جايين يستلمو حصصن من مادة الخبز والأهالي العبرين من لمنطقة

رسائل النظام من قصف المستشفيات واضحة يريد التدمير يريد الموت للجميع ولولا التدخلات الدولية وبعض المناشدات لكان اباد الجميع  هو أيضا قصف اغلب المناطق في ارخ عشرين يوم لا تخلو السماء من الطائرات في اسراب تتبادل القصف على الأهالي  بإحدى المرات بحي الفردوس القديمة دخلت الى احدى الحارات وإذ بأكثر من خمس صورايخ على أبواب المنطقة ولم استطع حينها ان اجد ممرا كي اخرج من الحي

بعد خروجنا من المدين لا شيء يضاهي خسارتنا للأرض  للبيئة التي ولدنا فيها لاهلنا وناسنا ونحن ندرك ان المجلس يكتمل بالركن الأخير وهو الأرض والناس لكن بعد التتهجير خسرنا كافة المعدات .. كان مجلس مدينة حلب يقم كافضل مؤسسة ضمن مسيرة الثورة السورية

الحالات الإنسانية تقطيع الأجساد وتمزيق الاشلاء مثلا هناك شخص هو قريب لصديق محل ما نزل الصاروخ بقو يبحثون عنه أكثر من 6 أيام واتضح فيما بعد ان الصاروخ قد مزقه الى أشلاء .. من الصعوبات التي واجتهتنا انه لم يتبقى لدينا معدات لان هناك كثير من الناس قصفت وهي تحت الأنقاض لكن ما عدنا نملك المعدات الكافية لاخراج من بقي تحت الانقاض وهناك من بقي تحت الانقاض وما زاد الامر سوءا ان نظام الاسد بعد سيطرته على على لمناطق لم يبادر باي عملية ازالة انقاض لعله ينقذ اي روح تحت الانقاض وخسرنا ناس كتير تحت الانقاض وما حدا قدر يعرف كم عددهم ومن هم لو ان معدانتا لم تكن مقصوفة ومدمرة لكنا قدرنا ننقذ من نستطيع من تحت الاقناض يعد فتح ممرات انسانية امنة من قبل النظام واتفاق الخروج تخلله انتهاكات عدة .. كان يستخدم القناصات يضرب الاهل المجمعين يقصف بمحيطن وحتى اناس يكونون قادمين للمنطقة كان يقصفهم واحد من تم قنصه مدير باحد قطاعات الدفاع المدني وقتها قصنوهبمعدته وتم اسعافه واخرج مع المصابين

اخر مكان بقي تحت الحصار هو ما بعد منطقة الزبدية وصلاح الدين والانصار الشرقي ومنطقة العامرية وكان النظام يعمل على بث الاشاعات ويوهم بانه سيجتاح مما جعل بعض النساء والاطقال يرضون في الشوارع وبكاء وفوضى حدثت واثناء ذلك قصف عدة قذائف هاون أدى لسقوط شهيدين كان يلعب باعصاب الناس يروعوهم ويظهر رغبته واصراره على القتل وذبح الناس

تاريخ التهجير

في صباح 15/12/2016 م، ننظر لاكثر من 12 ساعة بالبرد والشتاء  منظر ميشيات النظام وضحكاتهم واستهزائها بمشاعرنا وبما عملوه فينا واقتلعونا من جذورنا وارضنا منظر لا يمكن أن ننساه ابدا على عكس المحتل الروسي الذي ابدى نوع من التعاون بعد الجشع وقصفه الذي مارسه عليناا لكن النظام لا يزال مستمر باستخفاف مشاعر السوريين وكرامتن ودمائن لا يوجد لديه أي مقومات لاحترام المواطن السوري

لا يوجد نص اتفاق واضح لكن أبو بكر فاروق القائد السكري الي كان مع حركة احرار الشام اتفق معهم بدن نص اتفق وبضمانات تركية وقطرية بحضور روسيا فلم يكن اتفاقا بل عقد شبه اذعان .. لكن للأسف اكثر ما أثر فينا هو اقتتال الفصائل اثناء الحصار ولولا هذا الاقتتال لكان للناس في نية للصمود والبقاء وما كان باستطاعة النزام ان يدخل هذه المناطق

كثير من المناطق التي هجرت بدمشق وغيرها كان هتاك اتفاق ملزم للاطراف .. برايك لماذا ارادوا معاملة حلب بهذه الطريقة .. لماذا ارادوا اذلال حلب ???

النظام عمل على محاصرة المدينة بشكل كامل وقطع كل خطوط الامداد عنا ورصد الطرقات فكنا نلاحظ انه بعض الناس تحاول الخروج من الكاستيلو كنا نجلب من ذاك الطريق كثيرا من الضحايا فنجد اليات محروقة واشخاص متفخ=حمين ضمن الاليات نحاول إزاحة الاليات عن الطريق وردم الفجوات التي تحدثها القذائف وكذلك تم فتح طريق في الراموسة كذلك حاول يقصفه بشكل مكثف

وقطه عدة مرات من اجل اطباق الحصار ومع الحصار كان يركز منطكقة منطقة ابادة حتى لا يدع رغبة بالصمود حتى للمقاتلين ومن ثم يجتاح المنطقة بتمهيد من الطيران وقصف صاروخي على المنطقة فكان لا يمكن تخيل معدل الضحايا مثلا مجزرة باب النيرب ما رايتهم على الارض بحدود الاربعين بينما العدد أكثر من ذلك بكثير لانه كان هناك اشلاء متناثرة وأخرى ملصوقة بالحيطان عدا عن الاهالي الذين كانوفي بيوتهم ولم نستطع الوصول لهم من البيوت التي تسمى دور عربي فقد هدم اكتر من خمسين بيت بالمنطقة هؤلاء بقيوا تحت الانقاض وربما لم يستطع احد الوصول لهم

ميلاد شهابي

منذ أوارخ 2013م، حاول النظام أن يبعد الحاضنة الشعبية عن الجيش الحر الموجود في المنطقة فالاحياء الشرقية ازداد عدد سكانها بشكل كبير خلال فترة الثورة السورية وبعد تحرير مدينة حلب مثلا مساكن هنانو كان عدد سكانها 300 الف وخلال الثورة ما بين 2012 و2013 و2014 وصل عدد السكان لل500 الف نسمة والنظام بدا يعمل على مشروع التهجير من وقت انشاء البراميل المتفجرة التي استهدف بها الاحياء السكنية خلال هذه السنوات كانت مدين حلب تعاني كثيرا من القصف ولم تاخذ حقها الاعلامي فيما يخص هذا الموضوع

طبعا الاحياء الشرقية كان فيها مئات الالف من المدنيين فاتبع النظام سياسة الأرض المحروقة من حي لحي فيحصد الأرواح بشكل كتير كبير من خلال القصف العشوائي والهمجي فقد كان يستهدف الاحياء السكنية والمشأت الحيوية التي هي عصب الحياة من مؤسسات مدنية ومشافي والافران والمراكز الصحية .. قبل عملية الحصار هو هجر مئات الالاف من سكان مدينة حلب بسبب القصف الذي أودى بحياة كثير من الأهالي

طبعا النظام بعدما سيطر على المدينة الصناعية ثم على تلة الشيخ يوسف اعتمد استهداف الشريان الرئيسي لمدينة حلب ما قبل الحصار وهو طريق الكاستيلو والي سمي مؤخرا بطريق الموت وهو طريق حيوي كانت تدخل منه المساعدات الأممية ومساعدات المجتمع المدني كان يستهدفها بشكل مباشر حتى يقطع هذا الشريان الرئيسي لمدينة حلب ويفصل ما بين ريف حلب ومدينة حلب والاحياء الشرقية الموجودة ضمن مدينة حلب

طريق الكاستيلو كان يعرف من اخطر الطرقات في الشمال السوري بسبب الاستهداف المباشر لكل العربات وبائعي الخضرة وسيارات الإسعاف والنقل الداخلي بين الريف والمدينة مما أدى لوقوع مجازر وانقطع هذا الشريان بعد حشود كيبرة من روسيا وايران خلال هذه الفترة قدر النظام أن يطبق الحصار على مدينة حلب  نحن كنشطاء مدنيين وثوار اصدرنا بيان بشأن المساعدات الأممية التي يجب ان تدخل هذا الطريق وقتا النظان كان يطرح طريقا اخر أو تتم تسليم المساعدات عن طريقه هو

في اطار صمود المدنيين كثير منهم اتبع النظام الغذائي الفردي كل عائلة تزرع الخضار وهناك منظمات مجتمع مدني اشتغلت على موضوع زراع الحدائق لكن وبسبب القصف المستمر والحشودات النظام على الاحياء لشرقية فقد زرعنا ولم نستطع ان نحصد محصولنا الذي زرعناه بسبب اشتداد المعارك وسياسية الأرض المحروقة التي اتبعها النظام فلم تسطتع الكوادر الطبية اخلاء الأماكن ووصلت الى درجة ان الدفاع المدني يسمع أصوات المدنيين تحت الأنقاض ولكن خلال دقائق من المتوقع ان يسيطر على الحي بشكل كامل فيقع عناصر الدفاع المدني هنن اسرى مثلما صار اثناء اخلاء بمدينة حلب اسر عدد من المدنيين بينهم عنصر من الدفاع المدني

فك الحصار ما بين هذه الفترة وفتح طريق الكليات بعد معارك شديدة حلصت من قبل غرفة عمليات جيش الفتح لكن النظام عاد واطبق الحصار من خلال سياسة الأرض المحروقة .. في الفترة الثانية التي اطبق فيها الحصار على مدينة حلب كان الحصار شديدا جدا مما اثر سلبا على الوضع المعيشي لعامة الناس بشكل سيء رغم اتباع كثير من مؤسسات المجتمع المددني والمجالس المحلية اتبعو سياسة التعايش مع هذا الوضع وان يكون لدينا طرق بديلة كي نستطيع الاستمرار بالحياة والمحافظة على ارواحنا وعلى بقائنا وعلى جذرونا في هذه المدينة لاكثر مدة زمنية ممكنة لكن للأسف الشديد كان في تخاذل من المجتمع الدولي

الاحياء سقطت في مدينة حلب حي تلو الاخر حتى وصلت سيطرة النظام على 70% من الاحياء الشرقية ووصل حتى حي الصالحين وبعده وصل للردوس حتى جسر الحج حتى بدأت المفاوضات ولحد الان لا احد يعرف ما هي بنود لافماوضات فقد كان ترتيب الخروج من المفترض ان يكون عن طريق جسر الحج باتجاه الريف فخرجت قافلة من المصابين وتم استهدافها من النظام ومنعوا خروجها وبعد يومين حتىتم خروجها كانت المفاوضات غامضة والناس ايقنت انه خلص ما ضل لمامها الا الخروج نظرا لأننا بقينا في بقعة جغرافية صغيرة هي ما بين حي الزبدية وحي صلاح الدين وأجزاء صغيرة من حي الإذاعة والمشهد

بدا الاخلاء من جهة الكليات فاخرجنا المصابين حتى يطلعو فخرج الدفاع المدني كي يزيل الركام ويفتحو الطريق وتتم إزالة السواتر الترابية واثناء عمل الدفاع المدني أصيب احد كوادر الدفاع المدني مدير مركز النيرب بيبرس مشعل مما شكل خوفا كبيرا للمدنيين لان المفاوضات جرت تحت رعاية روسية والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التابع لنظام الأسد لذلك كانت الدفعة الأولى هي من اخطر الدفعات .. خاصة وان النظام كان معه ضوء اخضر حتى يركتب المجازر دون أي رادع تحت رعاية أممية

النظام لا يفرق بين مؤيد او معارض فهو مثلا صار يورج لفتح طرق إنسانية من اجل خروج المدنيين وفي احد الاحياء القديمة من مدينة حلب حاول عدد من المدنيين ان يخرجو باتجاه مناطق سيطرة النظام ويخرجو بعد ذلك باتجاه الريف الغربي او مناطق اكثر امنا لكنه النظام استهدف هذه التجمعات من المدنيين التي كان معظمها من النساء والأطفال والشيوخ لكن للأسف الشديد وقع اكبر عدد من الضحايا من خلال استهدافه للتجمعات المدنية التي كانت تحاول ان تفر من الموت من مكا غير امن لمكان اكثر امنانا

غموض المفاوضات:

 المفاوضات كانت غير واضحة، في الدفعة الأولى خرج العسكريين والمدنيين بسياراتهم، في الدفعة الثانية منع خروج السيارات، حصرا الخروج بالباصات الخضراء وجرى حصار المدنيين من قبل الميليشيات الإيرانية، وقتلت واعتقلت العديد منهم الى الان لا نعرف مصيرهم، أحد افراد الدفاع المدني المفقودين من القافلة، اجبر على الخروج على شاشة النظام الاسدي، ليثبت النظام ان الخوذ البيضاء صنيعة خارجية، في حين كانت الدفعة الأخيرة للأشخاص الذين كانوا قائمين على المفاوضات.

حصار اعلامي:

في خالة النظام الذي لا يعرف معايير الحقوق الإعلامية ولا حرية الصحافة، يكون العمل مليئا بالمخاطر، في كثير من الأحيان نجينا من الإصابات بأعجوبة، أخطر ما كان يواجهنا اننا نحن كإعلاميين نقوم بنقل الحدث في منطقة ما، نجد أنفسنا اننا نحن الحدث نتيجة استهدافنا من قبل النظام وذلك باتباعه منهجية انه يستهدف المكان الذي قصفه المرة الأولى، وبعد تجمع المدنيين والإعلاميين لنقل الحدث يقوم باستهداف المكان ذاته مرة أخرى.

رغم التعتيم الإعلامي الذي قوبلت به مدينة حلب خلال الحصار، استطعنا كإعلاميين نقل ما يجري داخل المدينة من خلال الصور  ونقل أصوات الناس، في الفترة التي كان النظام يحاول نقل الصورة المغايرة للواقع، والذي بدأه من تحويله المظاهرة الى مسيرة، حتى في الحصار قام بالحرب الإعلامية، بنشر الاشاعات عن تسليم منطقة ما ، والحرب النفسية التي استخدمها اثرت بشكل كبير على المدنيين من اخطر المواقف التي تعرضت لها، اثناء توثيقي لانتهاك النظام للهدنة والمفاوضات اثناء الحصار، قصفت المنطقة التي كنت اصور فيها بقنابل عنقودية.

عشرات الإعلاميين استشهدوا نتيجة قصف النظام، واخرون جرى اختطافهم عبر الذراع الآخر للنظام، تنظيم داعش، الذي استطاع الوصول للإعلاميين والشخصيات المؤثرة في المدينة، التي لم يستطع النظام الوصول اليها وما زال مصير بعض الإعلاميين مجهول بعد خطفهم من قبل التنظيم.

عجز الكاميرات:

في الحالات الإنسانية انت لا تستطيع ان تتخلى عن انسانيتك، في بعض الأحيان كنا نمسك الكاميرا بيد، واليد الأخرى نعطي الضماد للمسعف او نضمد نحن الإصابة كما حصل معي في مشفى القدس.

في أحد الأيام وصل الى المشفى نحو 300 مصاب و92 شهيد، لم تستطع الكاميرا ان تستوعب هذا العدد الهائل، أكثر ما يؤذي اننا اعتدنا على مناظر الشهداء ومناظر الدماء وأننا نعيش في مدينة الحرب

الواجب الإنساني والمهني الذي يحتم عليك أنك ناقل للحدث وناقل لصوت الناس، يغلب على عجزك كانسان طبيعي تعرض لقسوة المشاهد وتعرض للموت عدة مرات، لا يمكن للكادر الإعلامي ان يصاب باليأس، وهذا ما يبقينا على إصرار لإيصال الحقيقة للعالم وإظهار صوت المدنيين، التي حاول النظام كبتها

نبيل الشيخ عمر :

ممرض بمشفى القدس، أمضي حياته في مدينة حلب داخل المشفى مع أصدقائه والمصابين، يروي ما حدث بصوت مرتجف مستذكرا ما حصل معهم اثناء الحصار والتهجير.

ما قبل الحصار:

ضربت المشفى بتاريخ 27/4/2016 الساعة 9:30 مساء، بثلاث صواريخ روسية، اثنان منها امام وخلف المشفى والثالث ببناء مجاور بناء للأطباء، خلفت العديد من الشهداء والجرحى المدنيين (60)، وطبيبان وممرض وممرضة وخارس المشفى، كانت المشفى تحترق بأكملها، من سيارات واشخاص مدنيين لم نستطع انقاذهم، لحظة سقوط الصاروخ.

 الحصار الأول :

في الحصار الأول للمدينة   والذي استمر أسبوع، لم يكن هناك ضعف بالكوادر الطبية والأدوات، حيث كان يوجد سبعة مشافي ضمن المدينة، رغم المجازر اليومية، نتيجة عبور المدنيين والعسكريين على الطريق الواصل بين الريف والمدينة، بعض المدنيين فضل الخروج من المدينة خوفا من حصار آخر، لكن طريق الخروج من المدينة كان غير آمن واستشهد العديد من المدنيين.

شهر الدم :

 في الحصار الثاني، أغلقت المدينة بالكامل، كممرض في مشفى القدس اعتدت على الحياة اليومية، قصف، مصابين، ومجازر كل يوم، كانت لا تزال المشافي السبعة تعمل بشكل جيد وتستقبل جميع الحالات لكننا غير قادرين على اخراج الحلات الخطيرة خارج المدينة، وكان من الممكن ان تشفى بعض الإصابات لكن نتيجة الحصار لم نستطع اخراجهم فكان مصيرها الموت. من تاريخ /15/11/2016 حتى 15/12/2016 كان شهرا دمويا وهو الشهر الأخير في الحصار الذي استمر تسعة أشهر، خلال ليلة واحدة تم قصف ستة مشافي وخرجت عن الخدمة ومن ضمنها مشفى القدس، قمنا بالانتقال الى بناء آخر محصن بشكل جيد ضد القصف وهو عبارة عن طابقين تحت الأرض، في15/11 قصفت اول مشفى وهي مشفى الزرزور و احترقت بالكامل ، وخرجت معها باقي المشافي نتيجة القصف المنهج، لم يبقى سوى مشفى القدس، ومركز الحياة بإمكانياته البسيطة، وصل عدد المصابين اكثر من 300 إصابة من بينها إصابات من منطقة باب النيرب التي تعتبر منطقة بعيدة عن المشفى ولكن  لم يبقى سوى مشفى القدس في الخدمة وانتقل للعمل فيها الكوادر الطبية الأخرى من المشافي الأخرى. وبعدها بدأ القصف اليومي وبالتوقيت نفسه على المشفى الساعة الثامنة صباحا ومساء، من تلة الشيخ يوسف بالقذائف،  بالتزامن مع الطيران الذي يقصف المدنيين، هنا بدأ العجز الطبي في اسعاف الحالات العصبية  سواء كانت في الرأس او غيرها، لم نستطع ان نقدم لها شيء ، فالمصاب بحكم الشهيد، مع تقدم الأيام بدء العجز في المشفى يزداد، عدد الإصابات يزداد وصل الى 120 مصاب في اليوم الواحد، كنا نضطر الى اخراج المصابين في نفس اليوم ليحل مكانهم مصابين أخرين كنا نضع مصابين على سرير واحد،  في كل ممر في المشفى  يوجد نحو 10 الى 12 مصاب.

إصابات المعابر:

مع تزايد القصف والحصار انفقدت مقومات الحياة من ضمنها حليب الأطفال، الامر الذي احبر المدنيين لاتخاذ القرار بالخروج نحو مناطق النظام في ساعات الصباح الباكرة، لكن النظام كان لا يتوانى بقصفهم وارتكاب المجازر الأمر الذي شكل عبئا على المشفى بشكل يومي إصابات، فقدت الادوية  النوعية في المشفى، كالصادات ( فان كورونين، ميروبينين وغيرها) بالتزامن مع مجزرة جب القبة  حيث خرج المدنيين باحثين عن الأمان الى مناطق النظام لكنه غدر بهم وارتكب مجزرة  أدت الى إصابات عديدة، لم تستطع المشفى استيعابها، و جرى اخراج حالات لدار الاستشفاء حتى يتم استقبال إصابات أخرى، في هذه المرحلة خرجنا الى الملاجئ، خرجت الى ملجأ ومعي 60 مصاب في احدى الملاجئ التي تم تجهيزها اثناء نقل المصابين ببطانيات واسفنجات.

حياة ال2 كم :

بدأ التظام بالتقدم وحوصرنا بمسافة 2 كم، في ثلاثة أحياء: الزبدية، صلاح الدين، المشهد،  وأجزاء من سيف الدولة،  في هذه الاحياء اجتمعت الفصائل العسكرية مع المدنيين، يبعد عنا جيش النظام حوالي 100 متر،  وانتشرت إشاعة ان الجيش دخل حي الزبدية وقتل أهلها، فبدأت الناس بالتوافد الى المشفى لأنها المكان الأمن بالنسبة لهم، الشوارع مكتظة بالمدنيين، خوفنا حينها على المصابين وعلى النساء  اكبر من خوفنا على انفسنا، احسسنا بالعجز التام، وهنا جرى اتخاذ القرار بالخروج، رغم قساوته علينا الا اننا اضطررنا لذلك،  الى الان لم نشهد حلات وفاة بسبب نقص الغذاء لكن لو ان الحصار مستمر اكثر لكنا شهدنا شهداء الجوع، بعد تحديد وجهة الخروج ، كان اخراج المصابين أولا ، لكن نتيجة  الاعداد الهائلة للمدنيين التي اتجهت نحو المعبر مشيا  حيث لم يكن هناك سيارات تنقل المدنيين لمسافة 2 كيلو متحاملة معها ما استطاعت حقيبة واحدة للمدني والسلاح الفردي للعسكري كما نص الاتفاق اتفقنا  ككادر طبي ان نخرج مع آخر مصاب في المشفى، لكن لحظة خروجنا من باب المشفى وصل مصاب ، أصيب بالخطأ من قبل صديقه، بطلقة نافذة بالبطن واحتاج الى تفجير صدر من الطرفين، وكان آخر مصاب تستقبله المشفى، هنا كانت المعادلة صعبة جدا  لو اننا كنا خرجنا و أتى هذا المصاب الى المشفى ولم يجدنا. وصلنا الى المعبر ولكن توقف الخروج، وبقينا في غرفة صغيرة25 شخصا، اعددنا الخبز على المدفأة التي اشعلناها، عشنا حصار لمدة 3 أيام اثناء الخروج من المدينة. 21/12 /2016 الساعة الخامسة مساء مشت القافلة بنا لمدة 12 ساعة حتى الوصول الى منطقة الراشدين، مع خوفنا من قربنا من عناصر النظام، وتقسيمنا الى ثلاث سيارات تسير مع بعضها، كنا نحو 10 سيارات مع بعضنا، الامر الذي أرعبنا أكثر فنحن لا نأمن النظام وغدره، 22/12/2016 الساعة السادسة صباحا انا خارج مدينة حلب ومشفى القدس لمكان اخر لرحلة أخرى، اليوم افتقد رفاق الحصار والمشفى وافتقد حلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى