حلب.. أقدم مدينة مؤهلة بالسكان وعاصمة الاقتصاد السوري تعرف عليها؟

فريق التحرير

مدينة حلب هي مركز محافظة حلب، إحدى أكثر المحافظات السورية سكانا، ومن أقدم المدن المأهولة في تاريخ البشرية.

وتقع مدينة حلب في أقصى الشمال السوري على مقربة من الحدود التركية، وتبعد عن دمشق نحو 355 كيلومترا تقريبا.

وتنقسم محافظة حلب بحسب التقسيم الإداري إلى ثماني مناطق، وتعد أهم مركز صناعي في سوريا، إضافة إلى أهميتها التجارية والزراعية، تلقب مدينة حلب بالشهباء، وهي من أقدم وأشهر مدن العالم.

وتعد المدينة الثانية بعد العاصمة دمشق، والعاصمة الاقتصادية لسوريا، عرفت واشتهرت بصناعاتها العريقة المعروفة منذ القدم كصناعات النسيج وحلج القطن وصناعة صابون الغار وصناعات زيت الزيتون والصناعات الغذائية، كما تشتهر بأنواع كثيرة من المنتجات والصناعات التقليدية، إضافة إلى الصناعات الحديثة المتطورة بكل أنواعها.

وتطورت هذه الصناعات في العصر الحديث لتشمل الأجهزة الكهربائية بأنواعها والمعدات والآلات الصناعية وصناعة هياكل السيارات وقطع الغيار والسيراميك والملابس الجاهزة والبلاستيك والصناعات الكيميائية والمشغولات الذهبية.

وتعد حلب من أقدم المدن المأهولة في التاريخ، إذ يعود تاريخها إلى نحو سبعة آلاف عام، وكانت عاصمة للدولة العمورية الواسعة “يمحاض” التي وجدت في القرنين الـ18 والـ19 قبل الميلاد، ومنذ ذلك التاريخ ظلت مدينة حلب تلعب أدوارا مهمة في التاريخ الإنساني، وعبر كل الحقب التاريخية.

وفي العهد المسيحي أصبحت حلب أبرشية، وأقيمت فيها كاتدرائية مازالت قائمة حتى اليوم، ثم فتحها المسلمون عام 636 للميلاد (16 للهجرة) على يد الصحابيين الجليلين أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، وازدهرت في العهد الإسلامي، وكانت من أهم المدن في الفترة الأموية.

وبلغت ذروة ازدهارها في فترة الدولة الحمدانية، حيث كانت عاصمة لها وقبلة لعلمائها وشعرائها، وشهدت المدينة حينئذ ازدهارا كبيرا في مجالات العلم والطب والأدب، ومنها أيضا قاد سيف الدولة معاركه الكثيرة ضد الروم، وقد خلد تلك الفترة وما حفلت به من مآثر وأمجاد عدد من أبرز شعراء العرب، على رأسهم أبو الطيب المتنبي وأبو فراس الحمداني.

وتعود أهمية حلب الإستراتيجية لكونها نقطة وصل رئيسية بين الشرق والغرب، كما ظلت طوال عهودها الغابرة مركزا سياسيا واقتصاديا ودينيا وحيويا مهما بسبب توسطها بين العالمين الشرقي والغربي.

وفضلا عن كون حلب نقطة التقاء حضاري وثقافي بين الشرق والغرب كانت أيضا ملتقى للقوافل التجارية ومفتاحا للمبادلات التجارية بين الطرفين.

عوقبت حلب في عهد رأس (النظام) السابق حافظ الأسد بحرمانها من الكثير من الامتيازات والتضييق على رؤوس الأموال فيها وذلك لانخراطها إلى جانب حماة في أحداث ثمانينيات القرن الماضي حينها عمد حافظ الأسد لاحقا على استئصال معارضيه، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون.

مع اندلاع الثورة عام 2011 حضرت حلب في المشهد السوري، إذ خرجت أول مظاهرة حاشدة ضد نظام بشار الأسد بحي الصاخور يوم 12 آب 2011 في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم “لن نركع إلا لله”، ثم توالى تباعا خروج السوريين في مظاهرات مناوئة (لنظام الأسد).

وفي منتصف تموز 2012 سيطر الجيش السوري الحر على نحو 70% من المدينة تشمل أكثر من ثلاثين حيا تشكل النصف الشرقي من حلب، بعض هذه الأحياء تقع في الجزء القديم والتاريخي من المدينة.

وشكلت الأحياء الشرقية التي تصنف فقيرة مقارنة بالأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة (النظام) هدفا دائما لقصف جوي ومدفعي استمر بين عامي 2012 و2014، وفي بداية 2014 بدأت (قوات الأسد) بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، مما دفع حينها نصف مليون من سكانها إلى النزوح.

ومنذ الأسابيع الأولى للتدخل العسكري الروسي في سوريا مطلع أيلول 2015 كان (نظام الأسد) واضحا في إعلانه أن استعادة حلب هي هدفه الأول، ليبدأ بعدها بشهر حملة كبيرة لاستعادة السيطرة على كامل المدينة.

وفي تموز 2016 سيطرت (قوات الأسد) على طريق الكاستيلو لتصبح حلب أكثر المناطق المحاصرة من حيث كثافة السكان في مساحة لا تتجاوز الثلاثين كيلومترا مربعا.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا و(قوات الأسد) وحلفاؤهما سيطرتهما على حلب المحاصرة وفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة نجحت قوات المعارضة المسلحة في توجيه ضربة نوعية (لقوات الأسد) وحلفائه انتهت بفك الحصار عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، بل وبإعلان فصائل المعارضة تدشين عملية لتحرير حلب كاملة.

لتنتهي المعارك بسيطرة روسيا وقوات الأسد على المدينة أواخر عام 2016 بعد اتفاق يقضي بتهجير سكان الأحياء الشرقية منها.

ولأهميتها التاريخية الكبيرة فقد صنفت منظمة اليونسكو مدينة حلب ضمن المدن التاريخية لاحتوائها على أكثر من 150 من عيون الآثار التاريخية لمختلف الحضارات الإنسانية التي عاشت في المدينة وتعاقبت على حكمها حتى اليوم.

وقد اشتهرت مدينة حلب بأسواقها المتنوعة التي سميت بأسماء الحرف والصناعات، مثل سوق العطارين وسوق الحدادين وسوق النحاسين، كما عرفت أيضا بمساجدها وكنائسها، ومن أهم مساجدها وجوامعها الجامع الكبير الذي بني في العهد الأموي.

كما تعرف المدينة أيضا بأسوارها وأبوابها وقلاعها العظيمة، وتعد قلعة حلب من أهم معالمها التاريخية، ومن أهم القلاع في العالم، وتقع وسط المدينة على ارتفاع عشرات الأمتار عن مستوى بقية المدينة، واحتفظت القلعة طوال الفترات التاريخية بأهمية عسكرية وإستراتيجية كبيرة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى