ضربةُ الشمسِ: مخاطرُها وطرُقُ الوقايةِ منها
تحرير: داريا العمر
تجتاح الشمال السوري المحرَّر موجة حرّ شديدة مع بداية شهر آب من هذا العام وقد تزداد فرص الإصابة بضربة الشمس نظراً لتعرّض الكثيرين مباشرة لأشعة الشمس وخاصة قاطني الخيام والذين يقومون ببذل مجهود كبير في الأماكن الحارة، فما هي ضربة الشمس وما مخاطرُها وأهمُّ الاجراءات الإسعافية عند الإصابة بها؟
تحدث ضربة الشمس عندما ترتفع حرارة الجسم عن 40 درجة مئوية، ويفقد الجسم قدرته على تبريد نفسه، ويعتبر السبب الأساسي للإصابة بضربة الشمس هو التعرّض لأشعة الشمس الحارقة بشكل مباشر ولفترة طويلة، وخاصةً عند ممارسة نشاط بدني في الطقس الحارّ.
أعراض ضربة الشمس
تتسبّب ضربة الشمس ببعض الأعراض، والتي تتمثل في:
الدوخة وعدم الاتزان: ويمكن أنْ يسقط المصاب أرضًا نتيجة الدوار الشديد الذي يشعر به.
بعض التغيّرات العقلية: مثل ارتباك الجسم والهذيان والكلام المشوش وقد يصل إلى الغيبوبة.
الغثيان ويمكن أنْ يصل إلى التقيؤ: مع الشعور بالإعياء والإرهاق وعدم القدرة على التحرّك.
ارتفاع درجة حرارة الجسم بشدة: وهي السمة الأساسية للإصابة بضربة الشمس.
آلام شديدة في الرأس: وفي مختلف الجسم أجزاء الجسم.
صعوبة التنفس: وسرعة نبضات القلب نتيجة الضغط المتزايد عليه.
جفاف الجسم: والشعور بالعطش الشديد والرغبة المتزايدة في شرب الماء وترطيب الجسم بالكامل.
تغيّر لون الجلد: ليصبح مائلًا للاحمرار نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، مع عدم وجود عرق.
مخاطرُ ضربة الشمس
يمكن أنْ تؤدّي ضربة الشمس إلى مخاطر صحيّة إذا لم يتمَّ علاجُها على الفور، وتشمل:
الإغماء: يمكن أنْ يحدث إغماء لدى الشخص المُصاب بضربة الشمس ويدخل في غيبوبة حتى يتمَّ علاجه.
الإصابة بالسكتة الدماغية الحرارية: هي حالة خطيرة تهدّد الحياة، ويحدث ذلك عندما يفقد الجسم قدرته على التحكّم في درجة حرارته.
تلفُ الأعضاء الحيوية: قد تتسبّب ضربةُ الشمس بوذمة الدماغ في بعض الحالات.
الوفاة: عند عدم خضوع الفرد للعلاج الفوري عندها قد تزيد احتمالية وفاة المصاب خاصةً في حال كانت ضربة الشمس حادة.
الإسعافات الأولية لضربة الشمس
عند إصابة أحدِ الأشخاص بضربة شمس، يجب الاتصال بالطوارئ، وحتى قدوم سيارة الإسعاف، يجب القيام ببعض الإجراءات للوقاية من مخاطرها، وهي:
1-أخذ المصاب إلى منطقة مظلّلة، وإبعاده عن الشمس على الفور، وخلع ملابسه الخارجية، ثم رش الماء البارد على جسمه بالكامل، ويجب القيام بتهوية المصاب للمساعدة في تعرّق جسمه.
ويمكن استخدام العبوات الثلجية ووضعها أسفل الإبطين وبين الفخذين، وعلى العنق والظهر، فهذه المناطق تحتوي على العديد من الأوعية الدموية القريبة من الجلد، وتبريدها يقلّل من درجة حرارة الجسم.
2-إعطاء الماء والسوائل الباردة للمصاب، وذلك في حالة كان واعيًا وقادرًا على الشرب، فيجب أنْ يتناول مشروبات باردة لتخفيض درجة حرارة جسمه في أسرع وقتٍ ممكنٍ، ويجب عدم إعطاء المصاب أيِّ مشروبات تحتوي على الكافيين.
3- مراقبة درجة حرارة الشخص المصاب
يجب الاستمرار في مراقبة درجة حرارته والتأكّد من أنَّها تنخفض تدريجيًا، مع الاستمرار في خطوات التبريد حتى تنخفض درجة الحرارة إلى ما يقلٌّ عن 38 درجةً مئوية.
طرُق الوقاية من ضربة الشمس
إليك بعض الطرق التي تساعد في تفادي الإصابة بضربة الشمس:
ارتداء ملابس صيفية خفيفة: واختيار الأقمشة القطنية التي تمتص الحرارة، ويفضل اختيار ملابس فاتحة اللون.
الحفاظ على ترطيب الجسم: من خلال شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الباردة لتعويض السوائل التي يفقدُها الجسم عن طريق التعرّق.
عدم التعرّض المباشر لأشعة الشمس القوية: يُفضل عدمُ النزول في وقت الذروة لأشعة الشمس، وإنْ كان هناك اضطرار لذلك، فيجب ارتداء قبعة لتقليل آثارها الضارة.
عدم القيام بأيِّ مجهود كبير في الطقس شديد الحرارة: مثل ممارسة الرياضة أو القيام بأي عملٍ شاق ومجهودٍ كبير.
التوقّف عن أيّ نشاط مرهق في حالة الشعور بالتعب: لأنَّ الشعور بالإعياء والإجهاد من أولى علامات الإصابة بضربة الشمس.
عدم ترك الأطفال أو كبار السن في السيارة لفترة طويلة: وذلك في فترة النهار، لأنَّ هذا يمكن أنْ يؤدّيَ لإصابتهم بضربة الشمس.
لذلك يجب توخّي الحذرِ في كلّ الأعمال والتحرّكات والالتزام بالإجراءات الوقائية قدرَ الإمكان في أيام الحرّ الشديد خشية التعرض لضربة الشمس.