فشلُ الاتفاقِ في درعا وعودةُ الحصارِ مُجدّداً على أحياءِ درعا البلدِ
تحرير: حسين أحمد
دخلت الشرطة العسكرية الروسية، أمس الثلاثاء 24 آب، أحياء بدرعا البلد برفقة اللواء الثامن من الفيلق الخامس، بعد استشهادِ مدنيٍّ وإصابةِ آخرين بجروح جرّاء قصفِ (قوات الأسد) على مناطقَ محاصرةٍ من درعا البلد جنوبي سوريا.
وأشارت مصادر محليّة إلى أنَّ دخول الشرطة العسكرية الروسية جاء تمهيداً لاتفاق مرتقبٍ بين لجان التفاوض في درعا و(نظام الأسد) برعاية روسية.
وأفاد “تجمّع أحرار حوران” بأنَّ رتلاً عسكريّاً يتبع للواء الثامن المدعوم روسياً، دخل الأحياء المحاصرة في مدينة درعا برفقة قواتِ من الشرطة الروسية، مبيّناً أنَّ الشرطة العسكرية الروسية دخلت لفضِّ الاشتباك، وإيقافِ القصف على الأحياء المحاصرة، وأوضح أنَّ اللواء الثامن سيتسلمُ ملفَّ التفاوض مع (نظام الأسد)، بعد فشل التوصّلِ لاتفاق بين لجان التفاوض، واللجنة الأمنيّة التابعة لـ(النظام).
وبعد فترة وجيزة انسحبت القوات الروسية واللواءُ الثامن التابع للفيلق الخامس من النقطة العسكرية التي نصبوها في منطقة البحار الواقعة جنوبَ درعا البلد، وسطَ أنباء عن فشلِ الاتفاق وعودة الأمور باتجاه التصعيد العسكري، وإلى نقطة الصفر.
وذكرت مصادر إعلامية محليّة أنَّ الفرقة الرابعة أخلت بالاتفاق المبرم والذي ينصُّ على انسحابها من 4 نقاط لم يتمَّ تحديدُها مقابلَ تهجير عددٍ من الأشخاص المطلوبين إلى الشمال السوري، ولكن ذلك لم يتمَّ بسبب عدم انسحابها من أيِّ نقطة.
وبحسب المصادر، فقد طالب الفيلق الخامس من المطلوبين الخروجَ إلى الشمال السوري قبلَ تنفيذِ الفرقة الرابعة البند الخاص بها، وضمان تنفيذه لاحقاً، إلا أنَّ المطلوبين رفضوا ذلك وأصرّوا على تنفيذه، كونَه لا ثقة لديهم بوعود (نظام الأسد) وروسيا.
وأكّدت المصادر أنَّ باصاً واحداً فقط تحرّك باتحاه الشمال السوري وعلى متنه 8 أشخاص فقط، هم من وافقوا على الخروج بينما رفض البقية ذلك، بسبب تعنْت الفرقة الرابعة وعدم انسحابها حسب الاتفاق.
ونقل “تجمّع أحرار حوران” عن مصدر من لجنة التفاوض قوله، إنَّ الحملة العسكرية لنظام الأسد مستمرّة، وفرضَ الحصار مجددٌ على أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيّمات اللاجئين، عقبَ انهيار الاتفاق.
وأشار المصدر إلى أنَّ الاتفاق ينصُ على دخول اللواء الثامن مع الشرطة العسكرية الروسية إلى محيط درعا، وافتتاحِ حاجز السرايا في كلتا الجهتين، ودخول مخفر الشرطة إلى درعا البلد.
موضّحاً أنَّ (نظام الأسد) ادّعى أنَّ هناك شخصين يشكلان مجموعة غير منضبطة، وانهيارُ الاتفاق جاء نتيجةَ عدم قبولهما بخيار التهجير.
ونوّهت مصادر إلى أنَّ محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو” ومؤيد حرفوش وأشخاصاً آخرين قد رفضوا التهجير إلى الشمال السوري بسبب عدم انسحاب الفرقة الرابعة، واصرّوا على تنفيذ هذا الشرط قبلَ خروجهم.
وأكّدت المصادر أنَّ الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية قامت بإطلاق النار على المدنيين الذي تجمّعوا بالقرب من حاجز السرايا ما أدّى لاستشهاد مدني وإصابة آخرين بينهم حالات خطيرة.
وتضمّن اتفاقُ درعا البلد انسحابَ الفرقة الرابعة من درعا البلد ومحيطها والعودةَ إلى ثكناتها العسكرية، وأنْ تبدأ 4 نقاط بالانسحاب بشكل أولي، كي تعطيَ إشارة حسن نيّة حتى يتمَّ تهجيرُ الأشخاص المطلوبين، ومن ثم تليها كاملُ قوات الفرقة الرابعة في الأيام القادمة.
كما تضمّن أيضاً أنْ يقوم اللواء الثامن وعناصر من القوات الروسية بالانتشار في عددٍ من النقاط بدرعا البلد ومحيطها بهدف فكِّ الاشتباكات ومراقبةِ وقفِ إطلاق النار، والعملِ على تنفيذ باقي نقاط الاتفاق، والتي ربّما قد يكون بعضها سرّي ولم يتمَّ الإعلانُ عنها بعدُ.
ورأى ناشطون أنَّه بعد انسحاب القوات الروسية والفيلق الخامس، فإنَّ الأمور على ما يبدو تتّجه للتصعيد العسكري، حيث اعتبروها مؤشّراً على فشلِ الاتفاق والتوجّه للحلول العسكرية.