قطفوا ورودك

محمد حلاق
قطفوا ورودك يا بلادي عنوةً
ورَمَوا سهام الحقد في الأكباد
هم أودعوا في كلّ صدرٍ غصّةً
هم ألبسوا الدنيا ثياب حدادِ
هم لطّخوا عيدَ البراءةِ بالأسى
لم يرقبوا قدسيّة الأعيادِ
هم دنّسوا أرضَ السلامِ ببغيهم
أولم يروا فرعون ذا الأوتادِ
أولم يروا من قبلهم كيف ارتَموا
وتبدَّدوا في ظُلمةِ الأَلحادِ
أين الذين تجبّروا وتغطرسوا؟!
كانوا ملوكَ الظلم والإفسادِ
فأتى عليهم أمرُ ربّكَ بغتةً
لم يُنجِهم كِبرٌ وطولُ عنادِ
في موسمِ الوردِ النديِّ تواعدوا
وتعاقدوا في خسّةٍ وتمادِ
أن يذبحوا تلكَ الورودَ بنشوةٍ
في عُرسِها في زهرةِ الميلادِ
هي صورةٌ.. هي صرخةٌ.. هزّت
عُروشَ تماسُكي وتصبُّري وجِلادِ
هي دمعُ يعقوبَ الكظيمِ وحزنُهُ
هي بسمةٌ لُفّت بزيِّ رمادِ
هي أنّةُ المكلومِ ينزِفُ حُرقةً
صدأت سيوف الحقِّ في الأغمادِ