قوات الأسد تفتتح “معبر إنساني” في سراقب.. لا عائدين من إدلب وفضيحة جديدة تضاف إلى سجله

ياسين نايف
افتتح نظام الأسد “ممر ترنبة” بمناطق سيطرته في سراقب بريف إدلب الشرقي، بهدف “استقبال الراغبين بالخروج” من المناطق المحررة في شمال غربي سوريا.
وبحسب ما نشرت وسائل إعلام نظام الاسد، صوراً قالت إنها من “افتتاح ممر ترنبة بمنطقة سراقب بريف إدلب الشرقي لاستقبال الأهالي الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية”، بحسب تعبيرها.
وأظهرت الصور خلو المنطقة من أي عائدين من إدلب، واقتصر الحضور على موظفي منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري”، وعسكريين من قوات الأسد والقوات الروسية.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك، عن أن نظام الاسد يعتزم “فتح ثلاثة معابر إضافية أمام الراغبين بالخروج من إدلب”، في ظل “كثرة الطلبات المقدمة بسبب نقص الرعاية الطبية والوضع الاجتماعي والاقتصادي”، بحسب قوله.
وفي السياق ذاته ردَّ المتحدّثُ الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب “ناجي المصطفى” على مزاعم نظام الأسد التي ادّعى فيها أنَّ فصائل الثورة السورية تمنع المدنيين الراغبين بالخروج إلى مناطق سيطرته.
وقال المتحدّث الرسمي لـ”الجبهة الوطنية”, في تصريح صحفي “إنَّ ما يتداوله إعلام نظام الأسد حول رغبة المدنيين في الشمال السوري المحرَّرِ بالخروجِ إلى سيطرة نظام الأسد وأنَّ فصائل الثورة العسكرية قامت بمنعهم باتت رواية مفضوحة مكرّرة وإخراجٌها فاشلٌ ومفضوح”.
وأشار “مصطفى” إلى أنّ “الجميع يعلم أنَّ الشرط الأساسي لأهلنا من أجل عودتهم إلى مناطقهم ومدنهم وقراهم هو رحيلُ عصابات الأسد التي هجّرتهم عنها”, موضّحاً أنَّهم “رفعوا صوتهم عالياً مراراً و تكراراً أنَّه لا عودةَ إلا برحيل الأسد وعصاباته, وهم قد فضّلوا الخيام والبرد والمعاناة على البقاء في مناطق النظام المجرم، الذي لا يأمنون عنده على أرواحهم ودمائهم وأعراضهم”.
ونفى المتحدّثُ الرسمي “صحة الأخبار التي يروّجها نظام الأسد والاحتلال الروسي عن رغبةِ الأهالي بالعودة للمناطق التي يسيطرون عليها قبل أنْ يرحل (بشار الأسد) عنها”.
ولفت “مصطفى” إلى أنَّ الوضع الكارثي الذي يعيشه السوريون في مناطق سيطرة نظام الأسد من الناحية الأمنية والمعيشية والاجتماعية”، مؤكّداُ أنَّهم بدأوا “يرفعون الصوت عالياً برغبتهم في الهروب من مناطقه”، منوِّهاً أنَّ هذا “ما تمَّ رصدُه من هروبٍ مستمرٍ عبرَ معابرَ غيرِ رسمية من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى المناطق المحرَّرة”.
وفي سياق متصل نفى فريق “منسّقو استجابة سوريا” نفياً قاطعاً خروجً أيِّ مدنيٍّ من مناطق شمال غرب سوريا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد.
وأضاف الفريق في تصريح صحفي, أنَّ فرقه الميدانية في القطاع الشرقي لإدلب، أكَّدتْ عدمَ وجود أيِّ تحرّكات للمدنيين باتجاه المنطقة التي تمَّ افتتاح المعبر بها.
وأكَّد الفريق أنَّ المساعي التي يبذلها الاحتلال الروسي لإخراج المدنيين من شمال غربي سوريا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد ستُقابل بالفشل كما حصل في المرّات السابقة, وذلك لأنَّ أغلب قاطني الشمال السوري هم من المهجّرين قسراً والنازحين التي هجّرتهم العملياتُ العسكرية لقوات الأسد والاحتلال الروسي.
وأشار إلى أنَّ خروج المدنيين من المنطقة سابقاً خلال العمليات العسكرية، لم يكن ليتمَّ لولا المخاوف التي تظهر في كلٍّ منطقة يسيطر عليها نظام الأسد من حالات الاعتقال والتغييب القسري، إضافةً إلى حالات التصفية المباشرة.
وسبق أنْ نشرَ فريق منسّقو استجابة سوريا، بياناً ردَّ فيه على الادعاءات المتكرّرة التي تقوم بها وزارةُ الدفاع الروسية ومركزُ “المصالحة” الروسية في قاعدة “حميميم” حول افتتاح معابرَ مع الشمال السوري، نافياً بشكل قاطعٍ التصريحاتِ الروسيةَ وما تروّجه بشأن وضعِ المنطقة.
ونفى الفريق في بيان أصدره يوم الأربعاء الماضي الادعاءات الصادرة عن مركز المصالحة حول التدهور الاقتصادي والرعاية الطبية في منطقة خفضِ التصعيد (محافظة إدلب وريفها)، وأكّد أنَّ الضغط الحاصل على القطاع الطبي تتحمّل مسؤوليته روسيا بشكلٍ مباشر نتيجةَ استهدافها المتكررَ للمشافي والنقاط الطبية في المنطقة.
وأوضح الفريق أنَّ التصريحات الاستفزازية الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية تظهر أيضاً أنَّ روسيا ماضيةٌ في تطبيق المخطط المرسوم مع قوات الأسد للسيطرة على الشمال السوري، ويشكل التفافاً على الاتفاقيات التي ادّعت روسيا بالالتزام بها.
ولفتْ إلى أنّ جميع التصريحات التي صدرت عن الطرف الروسي هي تصريحاتٌ ساذجة وزائفة وتبرز النوايا العدائية لدى روسيا ضدَّ السكان المدنيين في الشمال السوري وتظهر عدمَ الاحترام لأيِّ اتفاق تعقده روسيا في الوقت الحالي والمستقبل.
واعتبر الفريق أنَّ التصريحات التي تحدّثت بها روسيا عن افتتاح معابرَ لخروج المدنيين والمطالبة بخروج السكان من محافظة إدلب، تثبت أنَّ وزارة الدفاع الروسية ومركزَ المصالحة منفصلين عن الواقع تماماً، وتسعى روسيا من خلالها بشكل كبير لتخفيف الضغطِ الاقتصادي على نظام الأسد والالتفاف حول العقوبات الدولية.
وأكّد أنَّ استمرار الآلة الإعلامية التابعة للنظام وروسيا بالحديث حول الأوضاع في محافظة إدلب، تنحصر ضمن البروباغندا الإعلامية فقط والتمهيد لانتخابات رئاسية باطلة دستورياً.
وطالب الفريق في بيانه، المجتمع الدولي بالتوقّفِ عن إصدار التصريحات فقط، والعملِ بشكل فعلي على إيقاف التصريحات العدائية ضدَّ المدنيين في المنطقة، مشدّداً على أنَّ المجتمع الدولي يتطلّبُ منه إعطاءُ المزيد من الصلاحيات للأمم المتحدة للعمل بشكل فعّالٍ على إنهاء معاناة السوريين المستمرّة منذ عشرِ سنوات حتى الآن.