مجلةٌ أمريكيةٌ: محافظةُ درعا في تحدٍّ مستمرٍّ وعلنيٍّ لـ(نظامِ الأسدِ)
تحرير: حسين أحمد
أكّدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أنَّ محافظة درعا “في تحدٍّ مستمرٍّ وعلنيٍّ ضدَّ (نظام الأسد)”، مشيرةً إلى أنَّ “فشل المصالحة يؤكّد زيفَ مزاعم (النظام) بالسلام في البلاد”.
جاء ذلك في تقرير للمجلة الأمريكية سلّطت فيه الضوءَ على التصعيد العسكري لـ(نظام الأسد) في محافظة درعا.
وذكرت المجلة أنَّ المصالحات والترتيبات الأمنيّة التي عُقدت بين أهالي درعا و(نظام الأسد) بضمانة روسية، كانت فريدة من نوعها حيث مُنِحتْ قواتُ المعارضة درجةً من الحكم الذاتي الإقليمي تحت إشراف روسي اسمي لم تشهدْه في المناطق الأخرى التي كانت تسيطر عليها المعارضة سابقاً.
مشيرةً إلى أنَّ هذا الاتفاق كان دائماً اقتراحاً غيرَ مستدامٍ، سواءً بالنسبة لـ(نظام الأسد) أو المعارضة، وهو اقتراحٌ محكوم عليه أيضاً بالتجاهل القاسي للحياة البشرية الذي أظهره الضامنون في موسكو.
وأضافت “فورين بوليسي” أنَّ الوضع في المنطقة معقّد بسبب طموحات إيران الإقليمية، لا سيما رغبتها في إنشاء قوةٍ عسكرية قرب الاحتلال الإسرائيلي، ما قد يرفع التوتّرات بين الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا، بينما يتنافسان على النفوذ في درعا.
كما أشارت إلى أنَّ محافظة درعا، على عكس المحافظات السابقة الأخرى التي سيطرت عليها (قوات الأسد)، “ما زالت في تحدٍّ مستمرٍّ لـ(النظام) بشكلٍ علني، وهو ما ظهر خلال الانتخابات الرئاسية الصورية الأخيرة، حيث كانت درعا في حالة ثورة عامة رافضةً شرعية (النظام) وقاطعتْ العملية”.
موضّحةً أنَّه على الرغم من مضي ثلاث سنوات على اتفاق المصالحة، لم يتمَّ الوفاء بالوعود الرئيسية التي قدَّمها (نظام الأسد) فيما يتعلَّق بالخدمات العامة، مما أدّى إلى مزيد من الانشقاق والعداء بين أجهزة (النظام) الأمنيّة وسكان المنطقة.
وأكّدت “فورين بوليسي” على أنَّ (نظام الأسد) “لا يمكنه التسامح مع مثل هذه المعارضة العلنية في دولة الأسد البوليسية الاستبدادية”، حيث ردَّ بشنِّ هجومٍ عسكري جديد على المحافظة نهاية شهر حزيران الماضي، وفرض حصاراً على حي درعا البلد، ما يعرّضُ حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت أنه “لا تزال الديكتاتورية تلعب اللعبة الطويلة في (نظام الأسد)، فهو يأمل في القتل والقصف والحصار، والقمعُ طريقُه إلى الشرعية، من خلال التركيز على كسب الصراع العسكري، بمساعدة حلفائه في طهران وموسكو، وعدمِ القيام بأيِّ شيء لمعالجة الظروف التي أدَّت إلى الثورة السورية”.
واعتبرت أنَّ محاولات (نظام الأسد) لإعادة روايته “الحرب على الإرهاب” في تبرير حربه الوحشية ضدَّ شعبه، قد أحبطتها درعا، التي حافظت على تكوينها العلماني والديمقراطي.