مدينة إعزاز

بوابة حلب الشمالية، تقع إلى الشمال منها، وتبعد عن مركز المدينة 47 كم، وعن الحدود التركية حوالي 5كم،
بنيت في عهد الحثيين، ولم يذكر التاريخ أنها كانت عاصمة لأية مملكة، بمعنى دولة مستقلة، لكنها تابعة للممالك الأخرى، وفي عهد الأشوريين والبابليين، كان اسمها خزازو، وعرف بأن لها سوراً عظيماً وكبيراً لأنها تقع في منطقة منبسطة،
يقول ابن الأثير في تاريخه “الكامل: إنها فُتحت على يد عياض بن غنم عام 15 هجرية (636 ميلادية) بعد فتح حلب،
عام 363 هجرية (974 ميلادية) ضرب الزلازل المنطقة فدمر أجزاء واسعة من المدينة وقلعتها وسورها،
احتلها الصليبيون عام 548 هـجرية (1152 ميلادية) وطمسوا معظم ملامحها التاريخية وسموها «هازارات» لكن القائد صلاح الدين حررها، وأعاد ابنه الظاهر غازي بناء قلعة إعزاز، التي تعد من أهم التلال الأثرية في سوريا.
المدينة القديمة كانت تقع على تل يعرف باسمها، ويشغل مساحة تقل عن خمسة هكتارات بقليل، وله شكل بيضوي، تنحدر سفوحه الشمالية والشرقية بشدة، أما السفوح الجنوبية والغربية فانحدارها متدرج ببطء، ويبلغ ارتفاع التل عما حوله 28م وعن سطح البحر نحو 590م، وفيها جامع قديم يعرف بالجامع الكبير، يعود بناؤه إلى سنة 120هـ/ 737م.
ظلت إعزاز قرية متواضعة حتى مطلع القرن العشرين، لا يزيد عدد سكانها على 1500 نسمة، وفي عام 1921م، عقدت اتفاقية أنقرة، وفصلت كلِّز عن سورية، بقيت أعزاز من القرى السورية، فجعلت مركزاً للقضاء، وألحقت بها القرى الأخرى كما ألحق بها عدد من القرى، التي فصلت عن قضاء جبل سمعان، وأدى ذلك إلى بدء توسع إعزاز ، فتم سنة 1921م، فتح طريق جديدة، تربطها بطريق حلب ـ تركيا، وأنشئت فيها دار للحكومة.
بدأ عدد سكانها يزداد بالهجرة إليها من القرى والمدن المجاورة، سكنها عدد كبير من الأرمن، الذين بنوا في غربها بيوتاً لهم من الطين والخشب، وماتزال تلك الحارة تسمى حارة الأرمن، مع أنهم انتقلوا للسكن في مدينة حلب، وبقيت قيودهم المدنية.
قبل انطلاق الثورة السورية، كانت مدينة إعزاز مركزاً للمنطقة المعروفة باسمها، وكان يتبع لها خمس نواحي هي
(مارع – تل رفعت – أخترين – صوران – نبل) وبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة مع توجه قسم كبير من أبنائها خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي للعمل في مدينة حلب، فيها سوق كبير يتفرع منه سوق فرعي مسقوف يُعرف بإسم (سوق الأكراد).
مع بداية الثورة كانت مدينة إعزاز من أوائل المدن، التي انتفضت على (نظام) الأسد، وانطلقت فيها المظاهرات السلمية حتى سقط أول شهيد من أبناء المدينة بتاريخ 22/7/2011م، واستمر الحراك السلمي فيها حتى شباط عام 2012م، حيث كان نقطة تحول في تاريخ ثورة المدينة.
تحررت المدينة بتاريخ 19/7/2012م، بعد معارك عنيفة بين فصائل الثورة من مختلف مناطق ريف حلب الشمالي وقوات الأسد، وجرى تدمير عشرات الدبابات، ما دفع الناشطين حينها لإطلاق لقب (مقبرة الدبابات) على المدينة، وبدأت بذلك مرحلة جديدة من تاريخ المدينة.