مساعداتٌ بريطانيّةٌ لدعمِ التعليمِ في المناطقِ المحرّرةِ شمالَ غربي سوريا
ستقدم المملكة المتحدة مساعدات بقيمة 15.8 مليون جنيه إسترليني، من أجل دعم تعليم الأطفال في مناطق النزاع مثل سوريا.
وذكر تقرير لشبكة “BBC” أنَّ العديد من الأطفال في سوريا، قضوا جُلَّ حياتهم في زمن الحرب، خائفين من وقوع هجمات.
وقال مسؤول عن مشروع تعليمي سوري إنَّ هناك أطفالاً لا يعرفون ما هو مركز التسوق لكنهم يستطيعون تحديد نوع كلَّ طائرة حربية.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إنَّ المعونات ستساعد بعض “الأطفال الأكثر حاجة في العالم”.
وبحسب تقرير “BBC” ساعد برنامج التعليم السوري، بدعم من المملكة المتحدة والذي يعمل في شمالِ غربِ سوريا، على إبقاء الأطفال في المدارس ودفع رواتب المعلمين ومعالجة المشكلات النفسية للأطفال خلال الصراع الذي دام عقداً من الزمن.
وقال أحد مسؤولي المشروع السوري، الذي يعمل مع تلاميذ نشأوا في ظلِّ الحرب، “في أحد الأيام كنت أناقش نشاطاً للقراءة للأطفال وكانت لدينا كلمة ‘مركز تسوق’ ولم يعرفْ الأطفال ماذا يعني ذلك”.
وأضاف أنَّ الأطفال يمكنهم التعرّفَ على جميع أنواع الطائرات العسكرية من خلال الصوت التي تُحدثه.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية لـ”BBC”، “هذه ليست الطريقة التي ينبغي أنْ يُربى بها الأطفال”، مؤكّداً أنَّ المدارس بمثابة “شريان حياة” للأطفال في مناطق الحرب
وأضاف، “هم بحاجة لمعرفة ماذا يحدث في الخارج، لقد فقدوا الكثير، لكنْ صدّقوني، عندما تتحدّث مع المعلمين عن التلاميذ نكتشف أنَّهم يتوقَّعون أنْ يحقّقَ هؤلاء الأطفال الكثير”.
وتابع، “يعتقدون أنَّ التعليم هو نافذتهم على العالم”.
وذكر تقرير الشبكة، أنَّه على الرغم من تعرض المدارس في سوريا الى هجمات وغارات، فضلاً عن جائحة كوفيد، لا يزال التلاميذ في هذه المنطقة من بلد منقسمٍ عسكرياً يدرسون ويخوضون الامتحانات.
وقالت “هيلين غرانت”، المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء البريطاني لتعليم الفتيات، إنَّ ذلك يمنح الأطفال “الأمل والمهارات والحماية والثقة واحترام الذات”.
وأضافت، “عندما يصلون إلى المدرسة، غالباً ما يكونون قد تعرّضوا لصدمات نفسية بسبب الغارات”، وحتى إذا كانت “المدرسة” مجرد مساحة داخل خيمة، فإنَّها تصبح “شريان حياة” حيث يمكن للأطفال تكوين صداقات وإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم.
وأشارت “غرانت”، إلى أنَّ إبقاء المدارس مفتوحة هو فرصة لكسر “دائرة الفقر” للأسر، وحذَّرت من أنَّ الفتيات معرّضات بشكل خاص للحرمان من الدراسة في مناطق النزاع هذه.
وقالت المبعوثة الخاصة والعضو في البرلمان، “المدارس توفّر الأمل والشعور بالتفاؤل والمستقبل وهذا مطلوب بشدّة”.
ويتعيّن على العديد من المعلمين في هذا الجزء من سوريا العملُ من دون أجر، وقال قائد المشروع إنَّ استمرار المعلمين في التطوّع في هذه المدارس هو “عمل من أعمال التحدّي والإيمان”.
لكنَّه رحّب بالمساعدات التي سيتمُّ من خلالها دفعُ أجورٍ للمعلمين، وإلا فسيضطّرون في النهاية إلى إغلاق المدارس والبحث عن وظائف أخرى.