منظّمةٌ فرنسيةٌ يمينيّةٌ تدّعي حمايةَ المسيحيينَ في سوريا وتموّلُ ميليشياتٍ مواليةً لـ(النظامِ)
كشف تقريرٌ لمجلة فرنسية ضلوعَ منظمة فرنسية لها صلاتٌ مع وزارة الدفاع الفرنسية بتمويل ميليشيا موالية لـ(نظام الأسد).
وأشارت مجلة “New lines” في تقرير إلى الكشف عن أدلّة جديدة تظهر أنَّ منظمة “SOS Chrétiens d’Orient” الفرنسية غير الحكومية، التي تصفُ نفسها بأنَّها حامية للمسيحيين المحاصرين في سوريا ولها صلاتٌ مع وزارة الدفاع الفرنسية، تبيّنَ أنَّها كانت تموّل سراً ميليشيا موالية لـ(النظام)، ومُدانة بقتل وتعذيب سوريين.
وقامت المنظمة الفرنسية بتحويل الأموال مباشرةً إلى ميليشيا سورية تدعم (نظام الأسد) ومتّهمةً بارتكاب جرائمَ حربٍ، وهو ما ينتهك القانون الدولي والفرنسي.
الأدلّةُ التي تمَّ جمعُها على مدار 18 شهراً من التحقيق في بلدان متعدّدة، شملت المستندات المسرّبةَ والشهادات السريّة من المبلِّغين عن المخالفات، والمعلومات ذاتِ المصدر المفتوح.
والتي تُظهر “عند تجميعها معاً” علاقةَ عملٍ وثيقةٍ ودعماً مستمرّاً وجهودَ جمعِ التبرعات في فرنسا من قِبل المنظّمة المذكورة، والمعروفة باسم (SOSCO)، لصالح الميليشيات الموالية لـ(نظام الأسد) منذ عام 2014.
كما تشمل الأدلّةُ أيضاً أثرَ تلك الأموال والتبرعات في ارتكاب جرائمَ يُمكن مقاضاةُ مرتكبيها بموجب القانون الفرنسي، وفقاً لخبراء قانونيين فحصوا الملفَّ.
وتمَّ تصنيف “SOSCO” حتى العام الماضي شريكاً لوزارة الدفاع الفرنسية، وهو امتياز مخصّص عادةً لشركات مثل مقاولي الدفاع عالي التقنية، قبل أنْ تنهيَ الوزارةُ هذا الشراكة في 2020.
ودفعت مزاعمُ سوءِ سلوك منظّمة “سوسكو” العديدَ من المسيحيين السوريين (المجتمع نفسه الذي تدّعي المنظّمة أنَّها تساعده) إلى اتهامها باختلاس الأموال بعيداً عن المساعدات الإنسانية الموعودة، والإعلان الكاذب خلال حملة جمعِ التبرّعات، وإثارة التوتّرات الدينية والطائفية بين السوريين، خلال الحرب الوحشية في البلاد.
كما تمَّ توثيقُ العلاقة البائسة بين سوسكو و(نظام الأسد)، وكذلك الميليشيات الوحشية المؤيّدة للأسد المتمركزة في محافظة حماة السورية، في وسائل الإعلام الفرنسية منذ أنْ بدأت منظّمة سوسكو عملها في سوريا في عام 2013.
ويظهر تحقيق “Newlines” أنَّ سوسكو تقوم بتحويل مئات الآلاف من اليوروات سنوياً من فرنسا وأماكن أخرى إلى سوريا مع ظهور التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على (النظام) من خلال تحويل الأموال من خلال مؤسسات مالية وسيطة موجودة في العراق ولبنان.
وجمعت Newlines صوراً مفتوحة المصدر ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي توثّق العلاقات الوثيقة بين ميليشيا سيمون الوكيل والحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك صورة التقطها مع قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.
وتُظهر المعلوماتُ مفتوحة المصدر أيضاً علاقةَ الوكيل الوثيقة بالقادة الروس المتمركزين في حميميم. في أوائل عام 2020، حصل الوكيل وشريكه نابل العبد الله، قائد ميليشيا (الدفاع الوطني) في السقيلبية، على “وسام الولاء” الجديد من قوات الاحتلال الروسي.
كما يوثّق تحقيقُ Newlines كذلك عدداً لا يحصى من جرائمِ الحرب السابقة والحالية التي يُزعم أنَّ ميليشيا الوكيل ارتكبتها خلال علاقتها مع “SOSCO”.
تأسست SOSCO في فرنسا في تشرين الثاني 2013، قبلَ وقت قصير من مهمتها الأولى، التي أطلق عليها اسم “عيد الميلاد في سوريا”، وكان هدفُها المعلن هو تقديم المساعدة للمسيحيين في الشرق الأوسط حيث أصبحت أجزاءٌ من المنطقة متورّطةً بشكل متزايد في أعمال العنف التي أعقبت الربيع العربي.
لكن في وقت مبكّر من أيامها التكوينية، ابتعدت منظمة SOSCO عن تزويد المجتمعات المسيحية بالمساعدة الإنسانية والدعم المعنوي الذي دعتْ إليه في الأصل لترويج أجندة سياسية يمينية ونشر معلومات مضلّلة، وفقًا لمؤسس المنظّمة الأصلي أوليفييه ديموك، الذي أصبح الآن منفصلاً عنها.